إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


تفسير آية:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة : 6]

هذا
تفسير آية حيرتني كثيراً وكنت أبحث عن تفسير مقنع لها و أخيراً هداني
الله لهذا التفسير من برنامج لمسات بيانية حلقة الأستاذ الدكتور أحمد حسن
فرحات أستاذ التفسير بجامعة الشارقة وهو يوافق تفسير مكي ابن أبي طالب
القيسي


{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}
[البقرة: 6]

إن
الذين كفروا من زعماء اليهود وأحبارهم (علمائهم) بإنذار أو بدون إنذار لن
يؤمنوا بك يا محمد (صلى الله عليك وسلم), و هذا إخبار بالغيب بمآلهم فلا
تتحسر و تعتقد انك مقصر في إنذارهم ,فهم إنما كفروا بك ليس شكاً في نبوتك
أو لأنهم لم يقتنعوا بما تقول ولكن عداوة وحقدا وحسدا لأنك لست منهم فهم
كانوا يظنون أن نبي آخر الزمان سيكون منهم {بِئْسَمَا
اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ
مُهِينٌ} [البقرة : 90].

- ومع أن الآية معناها عام إلا أنها خاصة بهذه الطائفة من الكفار الذين يعلمون الحق يقينا ولكنهم يكفرون به.

-
اذا كانت الآية في هؤلاء الزعماء من اليهود وأحبارهم فكيف آمن عبد الله بن
سلام و مخيريق وهما من أحبار(علماء) اليهود؟ نقول هؤلاء لم يكفروا أصلا
فعندما قدم النبي للمدينة وتأكدوا منه ومن صفاته امنوا به واسلموا.

-
الآية لا تعني أن الله سبحانه وتعالى جبرهم على الكفر بل هذا إخبار بعلمه
علام الغيوب بمآلهم, فإن الإنسان مخير في اعتقاده فالذي يسلك طريق الإيمان
ييسره الله له {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد : 17] والذي يسلك طريق الكفر أيضا ييسره له {...فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف: 5] فإن الله غني عن العالمين.

- الآية لا تعني أن لا تنذرهم فالآية قالت (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ)
و لم تقل "سواء عليك" فسواء عليك تعني أنه سيستوي عليك الإنذار وعدم
الإنذار وهذا ليس صحيح فانه عندما تنذرهم ستكون قد أقمت عليهم الحجة فلا
يكون لهم حجة يوم القيامة بأنك لم تنذرهم و إذا لم تنذرهم ستكون لهم حجة
بأنك لم تبلغهم, ولذلك قال (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ) أي سيستوي عليهم هم الإنذار وعدم الإنذار فلن يؤمنوا أما أنت فلا يستوي عليك إنذارهم أو عدم إنذارهم فإنما عليك البلاغ, {وَإِذْ
قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ
أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ
وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 164].

و الحمد لله رب العالمين وهذا ما تيسر جمعه فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن عند أنفسنا.

===================================

وهذا
التفسير يوافق: سبب نزول الآية حسب قول ابن عباس رضي الله عنه (في كتاب
تفسير ابن عباس) ,وتفسير الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات أستاذ التفسير في
جامعة الشارقة (في اللقاء الذي سجل في قناة الشارقة في برنامج لمسات
بيانية)